السائق : هنا نهاية الخط ..
الفتاتان: لا .. ليس هنا .. . بل الوفاء و الأمل
السائق : لا .. ليس الوفاء و الأمل .. بل هنا نهاية الخط
الفتاتان : بل الوفاء و الأمل .. . فنحن نركبه يومياً إلي هناك،
فما كان من السائق الا إنه ترك الاتوبيس ونزل تاركاً الفتاتان فى حالة ذهول .. إن ما نتعلمه من هاتين الفتاتين أننا لابد أن نتمسك بحقوقنا. فاذا تمسك كل منَّا بحقه ستتغير أشياء كثيرة فى مجتمعاتنا. نعم لم يذهب السائق إلى الوفاء و الأمل هذه المرة ، لكنه سيفكر كثيراً إن أراد أن يخالف خط السير مرة أخرى ، خصوصاً إذا وصلت الشكوى إلى ناظر المحطة .. فلن يكررها مرة بعد ذلك....
إن مطالبة كل فرد على حدى بحقوقه العامة سيغير كثيراً من واقع مجتمعاتنا التى يشكوا منها المجتمع.. .. لقد أخذت افكر كثيراً قبل أن اسطر هذه الكلمات و اكتب خاتمة الحديث عن تأكيد الذات كحلقة أخيرة فى تهذيب واصلاحها .. أخذت أفكر فى القيمة اللازمة للجميع حتى تتغير مجتمعاتنا. إن الواقع الذى نعيشه اليوم من فساد و استبداد لم يأتى جملة واحدة .. ولم يجسم على الصدور دفعة واحدة .. بل أتى بصورة ضعيفة ولكنها ترا كمية .. مختلساً الخطى .. مختفياً حيناً وظاهراً حين أخرى .. حتى صار هو الظاهر فى واقع الناس .. لذا فإن تغيير هذا الواقع لا يتم الا أن ندرك جميعاً الجريمة التى قد نكون مشاركين فيها بصمتنا واغلاق المسافة التى بين شفتينا حتى رفع البعض شعار : "لا اسمع الا أرى لا أتكلم".
لقد قرر عبد الرحمن الكواكى القواعد الثلاث للتخلص من المستبد فقال:
أولاً : الأمَّة التي لا يشعر كلُّها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحقُّ الحريّة،
ثإنياً : الاستبداد لا يقاوَم بالشِّدة إنما يُقاوم باللين والتدرُّج. لذا لابد أن يتم الإصلاح على فترة من الزمن عن طرق تغير الثقافة واصلاح التعليم ليكون الإصلاح من القاعدة قبل القمة،
ثالثاً: يجب قبل مقاومة الاستبداد، تهيئة ما يُستَبدَل به الاستبداد. فلابد أن نعد البديل للنظام الفاسد المستبد القائم حتى لا نكون كمن يستجير بالنار من الرماد ، بمعنى الا نخدع ببريق زائف وكلمات مغلفة بالحرية لمسبد جديد يأتى بشعارات جديدة.
نعم إن الخطوة الأولى لتحريك الماء الراكد فى المجتمع و استنهاض الهمم و المشاركة الايجابية فى عملية التغيير للواقع الذى نعيشه جميعاً لتبدأ بتحريك المسافة التى بين شفتينا ثم بمطالبة كل فرد بحقة فى الموقع الذى يدب عليه بقدمه .. فلا يدع فرصة الا و يؤكد هذة القيمة فى نفسه و فيمن حوله بصورة عملية تساهم فى التغيير عبر المطالبة بالحقوق، ليعلم المستبد أن هناك من سيقف لة بالمرصاد إن افسد او استبد.
إن التحذير الشديد فى "الساكت عن الحق .. شيطان اخرس" ليضعنا جميعاً فى دائرة المسؤلية كل فى موقعه، فلتبدأ من الآن فى أن تكون فاعلاً .. اخذاً بزمام المبادرة فى دفع الظلم عن نفسك وعن اخوانك بالمطالبة بحقوكك وحقوقهم على النطاق البسيط اليومي كما فعلت هاتين الفتاتين الصينيتين.
ربنا يكرمك يا دكتور
وفعلا ناخد حقوقنا المهدرة